الأربعاء، 20 فبراير 2008

انتحار فرحة


مسكينة هي الأفراح في بلادنا تموت قبل الولادة او
تولد مخنوقة.تأتي على استحياء تخرج الى هذا العالم
الظالم فلا تتحمل ظلمه وجوره فتخير بين أمرين اما الانتحار او الانطواء في زاوية مظلمة بعيدا عن الانظار التي ترقب كل فرحة لتقتلها والسبب بكل بساطة ان الافراح ممنوعة في بلادنا .هي اذا خارجة على القانون دمها مهدور ,قتلها مباح واصحابها كذلك لامكان لهم في هذا البلد الظالم المظلوم على جميع المستويات..
لا ادري لم الافراح ممنوعة في بلادي لم ليس لها مكان في قلوب الناس؟؟لم نخطف الفرحة على استحياء ونخفيها حتى لا تظهر في عيوننا وكانها جريمة فظيعة او عار نخشى انكشاف امره؟؟
لانك لو فرحت واظهرت ذلك ستلاقى باستهجان واستغراب ممن حولك وتتعرض للنقد اللاذع في احسن الظروف
فيقال لك مثلا.. اهذا وقته؟؟ الا ترى ما يحل بنا وببلادنا من مصائب تدمي المقل والقلوب؟؟ الا ترى الاطفال والنساء الذين يقتلون كل يوم؟؟
هل اتيت من كوكب اخر؟؟ ما هي طينتك؟؟ اتفرح وانهار الدماء تسيل كل يوم امام ناظريك؟؟....الخ
حتى تخجل من نفسك وتظن فعلا انك انسان وقح بلا مشاعر
سالني احدهم وهو غريب عن هذه الديار ,عن سبب كل هذا الحزن الظاهر في عيني رغم اني جزافا كنت اضحك فازدادت ابتسامتي اكثر ونظرت اليه باستهجان فتر قليلا عندما تذكرت انه ليس من هذا البلد .قلت له ببساطه لانني من شعب يخاف ان يفرح فاذا ضحك الواحد منا يوما وضع يده على قلبه ودعا الا ينقلب ضحكه مصائب عليه, فسالته هل فهمت؟ فقال نعم ,ليتني لم افهم, وقد ازدادت نظرة الاستهجان بعينيه عن ذي قبل,اكاد اجزم انه لم يفهم شيئا,مسكين اشفقت عليه حاول ان يجاملني ويفهمني لكنه فشل وكيف يفهم نفسية جبلت على الهموم والاحزان منذ وجودها على هذه الارض؟
ماذا يفعل انسان عاش طفولة فلسطينيه (اقول جزافا انها كذلك )لانه لا يوجد في بلادي اطفال ولا طفولة حتى.البشر هنا يولدون شيوخا اضنتهم الهموم والاحزان
الانسان هنا يفتح عينيه على صور الموت ورائحة الكراهية التي تملأ المكان من عدو حاقد مجرم كل همه هو القضاء على كل شيء فلسطيني ليس البشر فقط, الشجر, الحجر, البيوت, السماء, الشمس لانها فقط تشرق على اناس مثلنا كل ذنبهم انهم وجدوا على هذه الارض ورفضوا الخروج منها رغم كل محاولات التهجير والتقتيل والارهاب المنظم , هذا الارهاب الذي اضنى العالم كله عندما قام به افراد فكيف اذا كان هذا الارهاب هو ارهاب دولة تمارسه جهارا نهارا على شعب لا يزيد عدده على طول الارض باحسن الاحوال 10ملايين نسمة .شعب صغير في العدد كبير في الفعل والمقاومة .,نعم المقاومة بنظري كل فلسطيني هو مقاوم في مكانه سواءكان مرابطا تحت الصواريخ الاسرائيليه في الضفة وغزة او متمسك بارضه او ما تبقى منها هناك داخل ما تسمى اراض عام 48 او اولئك الذين يعيشون في مخيمات الشتات الذين يرضون بكل قساوة الحياة والفقر ويرفضون نعيم التوطين حيث هم في تلك البلاد او اولئك المشتتين على طول الارض في امريكا واوروبا وكل العالم المتمسكين بهويتهم المعتزين بها رغم انها اصبحت عنوانا للارهاب في زمن ترصع العالم كله بنجوم العلم الامريكي الذي بات لا يعرف شيئا سوى الحفاظ على مصالح اسرائيل والصهيونية العالميه على اتساع المعمورة
فاينما تذهب وحيثما تكون فانت ارهابي او مشروع ارهابي ما دمت تحمل هذه الجنسية الارهابيه
فيا ايها العالم الاعور الذي لا ترى في الضحية سوى جلاد والجلاد ضحية اعلم ان الفلسطيني لن يرضى حتى ان يكون ضحية لانه حيثما يكون تكون الحياة شعب يناضل من اجل الحريه لا يمكنه ان يكون موتا
لكن ايها الفلسطيني في خضم هذه المعركة الطويلة لاثبات الذات لا تنسى ان تفرح لان الفرحة امل والامل غريزة وجود وتحدي امام هذا التيار الجارف وهذه النار العاتية التي تريد ان تاكل اخر ما تبقى لنا وهو الامل
افرح ارجوك والسلااااااااام

هناك تعليق واحد:

Maha Shahen يقول...

بتبكى ليه يا عين ماهو عالم بينا بتبكى ليه يا عين دا قدر مكتوب علينا
مكتوب علينا نسير نزاحم في الدروب مكتوب علينا نحب دا قدرنا دا مكتوب
مكتوب نشوف الشمس في شروقها وفي الغروب
وأن غاب كل دا يبقى اكيد مكتوب