الأربعاء، 24 ديسمبر 2008

دعني أقرأك




يا من تلفني ببحور غموضك, لا أدرِِ لمَ تثير فيَّ عواصف فضولي.
حالي معك غريب, لا شيء فيك يدعو للفضول والتأمّل وأنت ترتدي قناع الوقار
لكن فضولي يسعى لانتزاع قناعك.
حاولت معك كل طرق العقلاء لأقرأك فلم أستطع
و الان دعني أجرب طرق المجانين.
لا تستغرب فمعك تركت دروب الواقع وبساتين العقل لألحق بركب المجانين
هل آمنت يوما بالتبصير؟ لا أظن , حتى أنا قبل جنوني لم أؤمن به
لكني بسببك ارتديت قلائد التبصير وحملت الرمل وحاكيت الودع وقرأت أكفَّ المارة على قارعة الطريق.
والان,,,,, جاء دورك, مد الي يدك علني أقرأك
مممممممم يدك فيها الكثير من الخطوط فمن أين أبدأ؟؟
حسنا.... هنالك خط كبير يجمع بطريقه كل أصابعك ويحتويها, كحلم عاشق مجنون
ظن أن الحب يطوي كل العالم ويختصره
أتدري؟؟ هذا الخط يذكرني بيوم لا انساه حين جئتني وهمست لي لأول مرة بكلمة أحبك........
يومها ظننت بأنني أملك كل هذا العالم وأحتويه.
هنالك خط اخر أتراه؟؟ انه يسير باتجاه قلبك
أظنني قد مشيت فيه يوما لكنني سرعان ما عدت منه
أجرّ خلفي بقايا من شيء يسمى كبرياء
يسير خلفي كجندي فرّ من أرض المعركة لم يجد شيئا يعيد له ما أهدر منه غير جرح صغير يرسمه على وريده
ترى هل تعيد لي قطرات الدم النازفة جيوش كرامتي؟؟ يسأل نفسه , لكنه لم يجد إجابة غير الموت.
لم أجد في كفك شيئا لا أعرفه
لكنني لن اهزم, وسأقرأك
دعني أنظر لتلك الظلال في غابات عيناك الوارفات
أوليست للعيون لغة ايضا؟؟ أظنني اجيدها
عيناك تنطق بالكثير وتحكي أسراب حزن لا تنتهي .
تدور في فضاءات عينيك دون ملل.
عيناك تحملان صمتا لكنه صمت الموانيء,أتعرفه؟؟
انه حكاية حب ذبيح لميناء تعود الفراق فلا يجد ما يعبر عن انهياره سوى الصمت
ألا تمل الحزن يا سيدي؟؟؟؟
الساقطون في بئر الأنانية يحتاجون ألف عام ليكتشفوا قباحة عالمهم
وأنت,, كم تحتاج من الوقت لتخلع عن كاهلك كل قيود الألم؟؟ وتنظر للجمال الذي يحيط بعالمك؟؟
أتدري؟؟ لقد تعبت منك. غموضك قتلني.
لم يبقَ أمامي سوى كوة الأسرار وخازنها.
نعم , انه قلبك , دعني أضع يدي عليه لاقرأه وان لم أستطع
سأعلن فشلي أمامك وأرحل
لم تكد تلك اليد المرتعشة تصل الى صدرك حتى انتفض بقوة........
سمعتها,,, وأصمّت اذني
"ابتعدي, لا أريدك"
وباح قلبك أخيرا بسره المكنون
سقطتُ على الأرض, لم تكن سقطة انهزام
تفجرت الدموع من مقلتي, لملمت نفسي وابتعدت
بالكاد كنتُ أسمع صوتك وأنت تضحك معلنآ فشلي بالقراءة
شقّت ابتسامة انكسار دربها من بين الدموع
لقد قرأتكَ يا أحمق....... صرختُ بها وأكملتُ طريقي.