الأربعاء، 20 فبراير 2008

غوالي

عندما نأتي الى هذا العالم نجد الكثير من الوجوه التي تحيط بنا ,تنظر الينا تحتضننا وترعانا بكل حب وعاطفه.
وعندما نكبر قليلا تكثر الوجوه ويزداد عددها كلما اندمجنا في محيطنا اكثر .بدءا من الاخوة الى زملاءنا في رياض الاطفال, فالمدرسة ,فمعلمينا على طول مسيرتنا الدراسية الطويلة,الى ان ندخل الجامعة فتزداد الوجوه اكثر ,اساتذتنا , زملاؤنا وزميلاتنا.... عالم واسع مختلف عن عالمناالأسري الاول حين كنا اطفالا .
احيانا كثيرة اتمنى لو بقيت طفلة محاطة بوجوه تعرفني وتحبني,اشعر احيانا كثيرة بالغربة او الاغتراب ,قد يشعر بها كثيرون وسط كل هذا الزحام من الوجوه على طول الحياة
احيانا تخونك الأفكار والمشاعر كما البشر
فليست كل هذه الوجوه محبة أو صديقة يكثر فيها البغض,الحسد ,اللا مبالاة,كثيرة هي الوجوه الباردة الملامح والتي لا تجد في زواياها مكانا لأي وصف أو عاطفة خاصة تتمناها بالعكس تجد فيها زوايا مظلمة مخيفة تمنعك من الاقتراب فتفضل الرحيل الى ابعد نقطة ممكنة عنها.
ليست كلها كذلك ,قد تجد وجوها اخرى مريحة ,محبة ومرحة تحب لقاءها والحديث معها.لكنها ليست ما تتمنى وتريد,فتعود مرة اخرى الى الشعور بالاغتراب اللامنتهي لان ما تتمناه بعيد ونادر الحدوث
فمن النادر ان تجد الغوالي لانهم قليلون,مصطلح غريب اليس كذلك؟ لكنه لب الموضوع
الغوالي ....... انهم اولئك الاشخاص الذين تشعر معهم بانك تملك الدنيا, تشعر معهم بالامان والحب والاخلاص,صفاء روحي لامنتهي ومشاعر صادقة جميلة واضحة وضوح الشمس.
قد يظن من يقرأ هذه السطور انني اتحدث عن مواصفات نصفي الاخر او ما يتمنى الانسان في شريك حياته,لكن الموضوع غير ذلك
لان مؤسسة الزواج احيانا كثيرة لا تحتمل مثل هذه العلاقة الروحية ,لان المتزوجين يسيرون على الارض بينما من تجمعهم هذه العلاقة الفريدة يطيرون بالسماء ,هم بعيدون عن الواقعية المقيتة التي تقتل اجمل المشاعر لدينا.
ولان الغوالي ليس من الواجب ان يكونوا شخصا واحدافقط, قد يكونوا عدة اشخاص لكنهم بالتأكيد لا يزيدون عن عدد اصابع اليد.
لا يكونون اخوتك بالدم غالبا لكنهم اقرب من ذلك لان قرابة الدم احيانا كثيرة لا تعني لنا اكثر من الاسم ,فمن منا لم يكتوي يوما بنار الاقرباء؟؟؟
لكن الغوالي شيء اخر .......انهم كالنجوم قد لا تراهم في كل وقت لكنك تعرف انهم دائما موجودين
يشرقون دائما على حياتك واذا غابوا تراهم بقلبك وتحس بهم وتقلق عليهم كانهم امام ناظريك
وهم كذلك يشعرون بالمك وضعفك وغربتك مهما بعدت المسافات,مهما كبر الالم واشتد ظلام الغربة
لا تشعر بهذا الظلام لان نجومك ستاتي وتضيئه
هؤلاء هم الغوالي وهذا تفسيري لهم,ادعو من الله ان يزيد عددهم ولا ينطفيء نورهم في سمائي........
والسلااااااااااااااااام......................

ليست هناك تعليقات: