الجمعة، 2 يوليو 2010


في حضرة المساء



ما أصعب ساعات المساء,,,,, تخترقني كقطرات المطر في تربة جافة , منهكة, هدها العطش

ليتني أعلم ما الرابط بينكما, انتَ والمساء।

ساعات معدودة, تفترش الأسى على مائدتي, ليصبح الألم واللوعة زادي الوحيد।

لا أريد حتى أن أذكرك।,.......... كلمات أرددها طوال نهاري المثقل بجفاء البشر

أبقى صامدة تحت ظل هذه الكلمات,,,,,,,,,,,,, ويأتي المساء, حاملآ معه معول الحنين ليهدمها فوق رأسي.......

صباح الخير أيها الألم.... نعم, انه الصباح,, صباح معشّقٌ بروائح الضيق والاغتراب

جاء على استحياء أخيرا, بعد طول ليل رمادي الملامح والفصول।

صباح رمادي آخر يشعُ على عالمي بلا ملامح, بلا حوافز, أو رشوات صغيرة تحضك على النهوض من جديد لمقارعة نهار طويل।

أمرٌ غريب,,,, هذا الصباح لم أذكركَ كثيرآ।

لم أذكرك وأنا أفتح عيناي على لهيب يوم جديد।

لم أجدكَ بين زوايا البيوت المترامية على قارعة الطريق,

تطلٌّ علي من بينها طفلآ صغيرآ ينراكضُ هنا وهناك।

لحطة,, ها أنتَ تطلُّ من بعييد,, تدعوني للحاق بكَ ككل يوم।

لكنني هذا الصباح لم اعركَ اهتماما وأكملتُ طريقي, غير عابئة بنظرات احتجاجك

لا أدري ما سبب اهمالي هذه المرة لوجودك؟

ربما لأنني أدركتُ أن وجودك ليس أكثر من سراب اقتحم حياتي, ورحلَ فجأة كما جاء।

لكنه سرابٌ أغرقني حتى أخمص زوايا فؤادي।

طَمَرَ سفن التعقل على موانئي منذ سنوات اغترابي الأولى।

أمسكَ تلابيبَ مشاعري بلا استئذان, واستحوذ عليها بكل عنجهية।

لكنه ليس اكثر من سراب كما جاء رحل

سراب,,, سراب

ظللتُ ارددها طوال طريقي علّها تكون ونيسي في حفرة العدم التي وضعتُ نفسي فيها بعد رحيلي عنك।

لا أنسى يوم غرزتُ نصل الفراق في قلبي।

يوم رميتُ بقايا ضعفي بكَ خلفي وأكملتُ طريقي।

لا أعلمُ ما الذي كنتُ أريدُ أن اثبتهُ لنفسي يومها, لا أدرِ هل انتصرتُ على نفسي وبرهنتُ قوتي وجَلَدي؟؟

ستثبتُ الآيام الرمادية حقيقة ما اقترفتهُ ساعتها।

نهارٌ طويلٌ يمرٌ بقوافله الكثيرة أمامي, لا أجدُ فيها شيئآ منك, لا شيء يشبهك, لا شيء।

يحلُّ المساء من جديد, يسدلُ أستارهُ على كلّ شيء

الشوارع,,, البيوت ,,, الطرقات,,, والقلوب المهترئة।

يأتي فجأة, ينفث سمومه في كل شيء, يسير في الطرقات, وبين كثبان المشاعر المحترقة, لينشر رعبه في كل شيء

ها هو يلاحقني من جديد, يتوعدني هذه الليلة بحصةٍ وافرةٍ من الأسى

احاول الاختباء منه, هنا؟ لا هنالك। بل هنا ,لالا

قاتلَ الله السذاجة॥

ممن أختبيءُ؟؟ وبمن ألوذ؟؟

وهو يعلمني جبدآ,, أكثر مني ويدري بمنسوب الأسى الذي تبخر مني طوال النهار

جاء بحثا عني,, مشتاقآ, ليستزيدني من أساه أسىً أكبر।

لن أختبيء بعد اليوم,, سأرفعُ رأسي عاليآ وأنادي: أيها المساءُ الأأبدي,

ها أنا ذا, تعالَ والتقطني, قبل أن يتخطفني نهارٌ جديد.............